تعتبر المعالم الأثرية أحد أهم انعكاسات الثقافة على العصور، والتي يعتبر التعرف عليها اكتسابًا وفهمًا شاملًا لثقافة البشر في ذلك الوقت وتطورات عقليته، وتعتبر محافظة الغربية من المحافظات التي تبنت العديد من الآثار التاريخية والفرعونية، كما كرست جهودها في الحفاظ على هذه الآثار حتى يومنا هذا.
ويعتبر قصر كوهين أو مايعرف حاليًا بقصر محمد بك أسعد، والذي يقع في تقاطع شارع البحر مع شارع توت عنخ أمون بمدينة طنطا أحد أشهر المعالم الأثرية بمحافظة الغربية، ويبدو القصر في البدايه كأنه احد القصور الخيالية، حيث كان القصر مملوكاً لعائلة ”كوهين“ والتي كانت تعد من أغنى العائلات اليهودية التي سكنت بمدينة طنطا قديماً وحتى منتصف القرن العشرين وقد شاركوا في إنعاش الحركة الإقتصادية بمدينة طنطا و أنتقلوا إلى مدينة الإسكندرية، ثم غادروا البلاد إلى فرنسا وعرضوا القصر للبيع في اليانصيب ذلك الوقت، بحيث كانت بطاقة اليناصيب الواحدة تساوي جنية واحد وأصبح القصر من نصيب ”محمد بك أسعد“ وهو المالك الحالي للمكان ومازال القصر يتمتع بحالة جيدة.
ويستخدم القصر حالياً كمبني سكني وهو مكون من بدروم وأرضي ودور أول علوي ويقع القصر بشارع البحر بجوار مبني جامعة طنطا، وكانت تقع كلية سانت لويس سابقاً في نفس المكان، والجدير بالذكر أن القصر ذو طراز معماري مميز وقد استخدم به الطراز الفرنسي أو طراز باروك فرنسي في تصميم القصر وكانت المباني في مدينة طنطا في ذلك العصر تتميز بالذوق الرفيع والحس الجمالي الواضح في عمارة وعمران المدينة والمباني الأثرية والتى مازال البعض منها قائمًا حتى الآن.