أجداد سلموا أبناءهم و أحفادهم المهنة فشكلوا بأيديهم تحف فنيه من القطع النحاسية.
مطارق تدق قطع نحاسية لتعزف مقطوعة موسيقية وينتهي الأمر بقطعة أواني فانيه بسوق النحاسين بطنطا
بمجرد أن تطأ قدماك سوق النحاسين بطنطا ستشعر أنك سافرت عبر الزمان، وأنك عدت الي عصر ما قبل التكنولوچيا، يبدأ بك المشهد بالمباني القديمة الأثرية المتهالكه، ويكمله لو الجو النهاري المائل للإصفرار بسبب دخول أشعة الشمس بين جدران الورش الموجوده داخل تلك المباني، ووسط رؤيتك لهذا المشهد تسمع أذنيك صوت مطارق النحاسين تتكامل فيما بينها حين تدق قطع النحاس لتشكل التحف الفنية بأصوات تشبه المعزوفه الموسيقية.
ويعد هذا السوق المنوط ببيع الأواني النحاسية والالمونيوم بطنطا، ولأزيدك من البيت شعرا فإنه يحتضن منطقة السيد البدوي، حيث المزار السياحي الديني الأكبر إقبالاً بمصر، ويكمن بهذا السوق ورش تعدت عمرها مئات السنين، وأجرت كاميرا الغربية نيوز جوله داخل السوق، حوار مع عدد من قدامي النحاسين بطنطا.
و من جانبه قال الحاج “مجدي” صاحب أقدم الورش بالسوق ويعمل بمهنة النحاسين منذ أكثر من 50 عام أنهم ورثوا تلك المهنة عن آبائهم وأجدادهم، وأرجع أصل المهنة لعصر الفراعنة مدللا عن ذلك أن فرعون كان يشرب في أواني مصنوعه من النحاس.
و في سياق متصل قال الاسطي “حسين” أن السوق يقدم إليه أحياناً أجانب من مختلف دول العالم ليشتروا بعض الأواني النحاسية التي تدل علي الحضارة المصرية، كتذكار و هدايا يعود بها الي بلادهم.
وأشار الشاب “محمود سعيد” أحد أبناء اقدم النحاسين بطنطا والذي ورث المهنة أب عن جد، أن السوق منذ عدة سنوات كان لا يكفي طلبات الزبائن، علي عكس الآن أصبح الطلب قليل بسبب وجود عدد من المصانع المتطورة، و تابع أن الطلب في طنطا متزايد نسبياً بالنسبة لباقي الأسواق بسبب طلب مصانع المشبك والحلوسي التي تشتهر بها طنطا.
وبسبب قلة طلب الأواني النحاسية بسبب إرتفاع سعرها، أتجه النحاسين لصناعة الأواني الألومنيوم، بنفس درجة الفن والإحترافية، لتظل مطارق النحاسين تعزف علي المعادن لتشكل فننا يستمر عبر الزمان.