انور ابو الخير يكتب : أخلاقيات المرشح ومسؤولية الناخب

5 Min Read
ktab

 

نرى الكثير من السياسيين تتغير مواقفهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم لتحقيق مصالحهم وأهدافهم
ان ممارسة العمل السياسي في أي مجتمع تبدأ بالسياسي وأخلاقه وقيمه ومدى التزامه بالنزاهة والشفافية وألا يخرج عن دائرة الأخلاق التي تحكم المجتمع وقوانينه من أجل اصلاح الفساد الأخلاقي
ان التاريخ ليشهد بأنه لم يسبق للسياسة ان ابتعدت عن الأخلاق بالدرجة التي نعيشها في الوقت المعاصر حيث اختلفت المفاهيم وتداخلت الاختصاصات وانتشرت الفوضى السياسية وتهتكت منظومة الثوابت والقيم وتصدعت الديموقراطية فأصبح الفوز للأقوى والصراع لأجل البقاء
ولايختلف اثنان على ان الانتخابات هي قيمه ديمقراطيه تهدف الى اختيار فضلاء القوم ليكونوا في خدمة قومهم ومجتمعهم وهولاء الاخيار يجب ان يتمتعوا بمؤهلات خاصه تميزهم دون غيرهم ومنحتهم حق التمثيل وواجب الخدمه ولكي نختار من هو بهذا الوصف علينا نحن الناخبين ان نكون بمستوى التكليف والتشريع الذي فرض علينا وأوجبنا اختيار الافضل ومنحنا حق المفاضله
ان الشعوب الديمقراطيه تعرف كيف تختار من يمثلها وان المرشح يتعامل مع ناخبيه بروح الاحترام والنديه المتكافئه التي تحافظ على اسس المجتمع الديمقراطي
لكن تجربتنا مع الديمقراطيه اربكت مفهومها العام لدى الناخب فبات ناخبنا في حيره من امر مرشحينا حيث وعودهم الورديه وشعاراتهم االرنانه التي تخاطب عواطف الناخب اكثر من مخاطبتها لعقله
وان تجربتنا السابقه مع من يدعي تمثيلنا تلزمنا جميعا بمراجعة اليات اختيار المرشحين للوصول الى من يمثلنا حقا لامن يمثل علينا وان نغير طريقة تفكيرنا اذا ما رغبنا حقا بتغير حقيقي وأن ماننشده بالتغيير والاصلاح يتعديا التغيير الشكلي والصوري الى التغيير الجذري في بنية المجلس والحكومة واتجاهاتهما وبما ان انتخابات مجلس النواب على الابواب فعلى الناخبون ان يستثمروا هذه المناسبة لاجراء التغيير المنشوود وذلك برفض دعاة التخندق القبلي والطائفي والتطرف واختيار اصحاب البرامج الانتخابية التي تتبنى مطالب وحاجات الناس الضرورية والملحة
ان تعثر اداء المجالس البرلمانية قد ولد حالة من الاحباط والمرارة واليأس وخيبة الامل لدى الناخب وفقدان الثقة بالكثير من الكتل التي يمثلونها الاعضاء بل تعدى ذالك التى التشكيك بجدوى الانتخابات اصلا وهذا التغير يتطلب من الناخب ان يكون واعيا ومدركا لقيمة صوته الانتخابي فهذا الصوت لو وضع في المكان الصحيح والمناسب فإنه يغير كثيرا من الأوضاع المقلوبة والمغلوطة التي باتت هي السائده في مجمل تعاملاتنا اليوميه وعلى الناخب أن يكون مدركا وهذا هو الأهم
أن صوته أمانة فلا يضيعه ولا يمنحه إلا لمن يستحقه وأن يدرك أن الإدلاء بصوته شهادة أمام الله وإذا كان الإدلاء بالصوت شهادة فهي إما أن تكون شهادة حق ينفع بها الناخب نفسه ومجتمعه ووطنه أو شهادة زور يضر بها نفسه ووطنه ويسال عنها بين يدي ربه تعالى وعلى الناخب أن يرفض كل أشكال التضليل والإغراء المادي أو المعنوي وأن يذهب إلى صناديق الاقتراع لأنه يشعر بالمسئولية تجاه وطنه
أما اذا بقينا أسرى لكل أشكال الإغراءات فلن تتغير أحوالنا وإن تغيرت أحوال البعض منا إلى الأحسن نتيجة الاستجابة للإغراءات المادية فإنه تغير مؤقت سرعان ما يزول وتعود الأحوال إلى أسوأ مما كانت عليه
لذا نتمنى على جميع الناخبين ألا يؤثروا التحسن المؤقت لأحوالهم وأوضاعهم على التحسن الدائم المستمر
ويتوجب على الناخب أن يشكك فيمن يحاول شراء صوته وولائه بأية طريقة بالمال أو بالمنصب أوبقطعة الأرض اوببطانيه متهرئه أو بأي شيء آخر
فالذي يشتري الناخب اليوم يمكن أن يبيعه غدا
وإن الناخب الذي يبيع صوته للمرشح لا يحق له أن يطالبه بشيء بعد فوزه في مقعد المسئولية لأنه قبض الثمن سلفا وعلى الناخب أن يكون إيجابيّا في كل مراحل العملية الانتخابية إيجابيّا في الدفاع عن صوته وإرادته فلا يسمح بتزوير إرادته في أي مكان كان
فإن مهمة الناخب لا تنتهي بالإدلاء بصوته بل لا تنتهي حتى بفرز الأصوات لانه سيظل رقيبا على اداء الفائزين التي هي حق أصيل له حتى لا يعطي الفرصة لضعاف النفوس بالتلاعب أو التزوير أو تغيير إرادة الأمة لمصالح حفنة من المنتفعين بالفساد ومنعدمي الضمير والأخلاق. كما عليه أن يكون إيجابيّا في توعية الآخرين إذا كان مؤهلاً لذلك فإن كثيرين قد يحتاجون إلى التوعية وتقديم النصح لهم وتوجيههم إلى الأحسن والأفضل حتى لا يقعوا في براثن المخادعين والمنافقين وأصحاب المصالح وعلى المرشح ان يفهم حقا واجبه ومفهومه للديمقراطيه التي تتطلب المصداقية مع الشعوب في طرح برامجهم الانتخابية وفقاً لما يراه المرشح المستقل أو وفقاً لطبيعة فكر وأيديولوجية ونظرة الأحزاب والتنظيمات السياسية
فنحن كمانعلم أن لكل حزب فكرة وأيديولوجية ونظريته في الحكم وتصوره للدولة وعليه فإن مرشح أي حزب كي يكون صادقاً شفافاً مع الشعب وعليه أن يطرح فكرة وتصوره او فكر حزبه وكتلتله وعن طريق ادارته وتقديم الخدمات لناخبيه وان يكون برنامجه واضح وقابل للتطبيق وان يتحمل مسؤلية الاخفاق ببرنامجه الانتخابي وختاما نستشهد بحديث سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
“إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة”

Share This Article
- Advertisement -