انور ابو الخير يكتب : صراع المرشحين على كرسى البرلمان؟

5 Min Read
ktab

 

حفلة الردح لبعض «الشتامين» التي شهدناها وسمعنها بالتسجيلات الصوتية علي وسائل التواصل الاجتماعي والفيسبوك والموقع الالكتروني قبل انتخابات مجلس النواب الجديد من الصعب تغطيتها او التستر عليها فعندما يخرج احد النواب السابقين يوجه كلامه بكل وقاحة لمرشحين علي الساحة ولأشخاص وبلد بعينها فهذا معناه السقوط الكامل في مستنقع الشتائم الذي زاد اعداد طلابه ومريديه وكأن من ينتسب اليه يحظى باهمية ووزن هكذا يتراءى لهم
قلة من المحترمين والحافظين للقيم النبيلة يتساءلون ماذا يستفيد هؤلاء من نشر غسيلهم «القذر» على وسائل التواصل الاجتماعي والفيسبوك وهنا أضم صوتي الى صوت أحد «ليس مسموحاً ان يكون اعلامنا فقط متاريس للتراشق وتبادل الشتائم والسباب واستخدام لغة التحريض بدلاً من ان تكون منابر عامة للتعبير عن الاراء بكل حرية وديموقراطية وشفافية وموضوعية
هذا النهج ليس له الا طريق واحد هو الخراب واشاعة الفوضى
لذلك اعتبر ان السقوط قد يكون مزدوجاً لقائله اولا ولمن يروج له ثانياً فقد بتنا في حاجة الى فلاتر اعلامية وسياسية من اجل فرز الغث من السمين ما ينفع الناس يمكث في الارض وما عدا ذلك فليذهب الى الجحيم المنابر تحولت الى منصات للشتائم وللسباب والظاهرة تتخطى الحدود
واعتقد ان الفلتان الاخلاقي يسبق حرية التعبير والناس لم تتعود عندنا على احترام الآخر والتسامح معه والتعايش معه فكأننا نطبق مقولة الفيلم المكسيكي الشهير «أنا أو لا أحد» قد يبرر البعض هذا الانحدار بالخطاب الاعلامي عندنا بسبب فترة الترشيح والتعبئة للانتخابات وان «الشارع» يحتاج الى التطرف في التعبير وليس المهادنة أو السلامة العامة
الحقيقة ان العذر أقبح من الذنب
فكما تكونون يولى عليكم نحن لسنا ملائكة هذا صحيح لكننا نستطيع ان نرتقي باللغة وبالخطاب وبالشارع اذا احسنا قيادته الى حيث السلامة العامة الى الكلمة النافعة الى ايصال رسالة الحب والولاء والعطاء لهذا البلد وليس بطولة ان ننجر وراء التحريض والتهديد لأنه سيؤدي بنا الى التهلكه ثقافة التحريض والوعيد تؤدي الى التناحر وثقافة الاحترام والاصلاح تؤدي الى البناء والاستقرار وهذا ما نحتاج اليه
فهل يدرك السادة المرشحين الجدد القادمون الينا على صهوة النازية هذا الواقع أم لا؟
‏السؤال الذى يطرح نفسه بإلحاح الآن هو
لماذا كل هذا الصراع والتقاتل على مقاعد مجلس الشعب إن الظاهرة التى نراها الآن لم تكن تراها مصر قبل سنة 1952 فقد كانت الانتخابات فى ذلك الوقت تتم بهدوء وبدون إزعاج للشعب ولسلطات الأمن حيث كانت عضوية مجلس النواب تكليف من الشعب وليست تشريفا كما هى الآن إنها خدمة وطنية يتعهد فيها المرشح بخدمة مصالح أبناء الوطن من أهل دائرته وفى نفس الوقت يراقب عضو مجلس الشعب أداء الحكومة فى ممارساتها خلال الفترة البرلمانية لحساب الشعب ولصالح الوطن إنهم اليوم يتكالبون على كعكة مجلس الشعب وهى قضاء مصالحهم غير المشروعة إنهم ينفقون ملايين الملايين فى سبيل النجاح والحصول على مقعد فى مجلس الشعب وهم لا يفعلون هذا لوجه الله ولا حبا فى الوطن ولكن مع الأسف ووفقا للتجارب السابقة يقوم العضو باستعادة ما أنفقه أضعافا مضاعفة بالمليارات بطرق واوجه مشروعة وغير مشروعة وهذا ما شاهدناه سابقا لكثير من نواب الشعب
إن الرقابة الشعبية على نواب الشعب أنفسهم تضعف وتغيب الشفافية عندما يصبح الكل فى واحد أى عندما تطغى سلطة حزب على الحكم بدون حساب
إن الأحزاب الهشة القائمة حاليا لن تفلح فى رقابتها ووجودها السياسى إذا لم تنزل إلى الشارع المصرى إلى الشعب وتكون لها شعبية ظاهرة مؤثرة
لقد عشنا عصرا كانت فيه الأغلبية لحزب الوفد حينما كانت تحكمه المبادئ والشعارات السياسية والوطنية “الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة” والدين لله والوطن للجميع وخلافه”لقد أصبح واقع غالبية الشعب المصرى السيئ ينبئ بضرورة ملحة لإعادة بناء الوطن على أسس حديثة وسليمة وهو الآن واجب وطنى ملح فى هذا العصر إن ما يهمنا ليس نجاح فلان أو علان ولا أى حزب آخر لا يعمل على تنفيذ برنامج يعيد بناء الوطن على أسس حديثة تتناسب مع حضارة وتقدم الأمم فى هذا العصر وتعمل قبل كل شىء على توفير العيش الكريم لأبناء هذا الوطن فى الحاضر والمستقبل
إن مصر بها من الخيرات المدفونة التى لم تستغل الكثير وينهب منها الكثير وسبق نهب الكثير فى الفترات السابقة واكثرهم النواب ورجال الأعمال الذين لم يكن حلتهم شىء ولم يتبق إلا الشفافية ممن سوف يتولون إدارة شئون مصر
إن عدم رقابة الشعب على نواب الشعب يدفعهم إلى الفساد والسعى لتحقيق مصالحهم الشخصية خلال فترة وجودهم فى الصورة
إن الحديث الشريف يعنى ” كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول” فما بالنا بإثم إضاعة الوطن والشعب إن الحساب سيكون عسيرا عند الله عز وجل يوم يقوم الحساب

Share This Article
- Advertisement -