انور ابو الخير يكتب : عبده مشتاق .. وكرسي البرلمان

5 Min Read
ktab

 

ها هو الواقع الحي إذا كان البرلمان القادم هو البرلمان الأهم في تاريخ مصر فإنه سيكون أيضا البرلمان الأسوأ
كلامي هذا ليس مجرد اجتهادات أو آراء شخصية أكتبها بعيدا عن الشارع وما يدور فيه من هرج سياسي غير مسبوق في حياة المصريين فلم يعد هناك ثقة في أي مرشح ولا في أي وعود يطلقها حتى لو كانت حقيقية وحتى لو كان المرشح صادقا أو جادا في وعوده
وكان لفقدان الثقة هذا انعاكاساته على أغلبية الشعب المصري الذين قاطعوا الانتخابات الماضية لمجلس الشيوخ ولم ينزلوا للتصويت إلا الذين يؤيدون مرشحا بعينه ويحرص على نجاحه والانتخابات الأخيرة لمجلس الشيوخ أثبتت أن مصر أمامها الكثير لتقف على أعتاب ديمقراطية حقيقية
فلسنا أهلا لنمارس الديمقراطية كما يجب أن تكون ففي الانتخابات الأخيرة وكما هو معهود في كل انتخابات تحول العرس الديمقراطي إلى عزوف الناخبين عن المشاركة فى الانتخابات وذلك لعدم وجود المنافسة الحقيقية للأحزاب السياسية وعدم وجود المرشح المناسب نتيجه سوء الأجواء والمنافسات غير الشريفة بسبب فساد المال السياسي فى الاختيار لمن يمثل الشعب للدفاع عن حقوقه وتحقيق مصالحهم الواجبة طبقاً للدستور والقانون واختيار الاحزاب لمرشحين لايصلحون حتى لعضوية مركز شباب وليس مجلس نواب أو شيوخ لمهام جسيمة لكى يمثلوا الشعب لفترة حرجة من عمر مصر
وللأسف هناك بعض الجهات الحزبية والسيادية ورجال الدولة والأعمال شاركت في هذه المهزلة بمساندة مرشح على مرشح دفع من المال الفاسد للحياة السياسية أكثر للجهة الحزبية رغم التعليمات المشددة من القيادة السياسية بعدم التدخل في العملية الانتخابية والحياد التام بين جميع المرشحين
وأن الانتخابات البرلمانية حلما جعل كل عبده مشتاق يسعى ويهرول نحو كرسي البرلمان وذلك لحصانة أموالهم الفاسدة وحماية ممتلكاتهم معتقدا أنه هو الأنسب والأصلح رغم أنه هو نفسه نموذج للفشل في مسيرته السياسية وكانت الانتخابات الماضية كاشفة لحال الأحزاب المصرية التي وصلت إلى حالة الموت التام ورغم أن هذه الأحزاب تدعي كذبا أنها صاحبة شعبية طاغية وقادرة على التغيير
إلا أن الواقع يكذب هذا الادعاء بشدة والتي نشأت تحت مسميات الوطنية وماصاحبها من فوضى حزبية غير مسبوقة لأحزاب مدعومة من رجال أعمال معروفين بتوجهاتهم الغربية ولولا القوائم التي أعتبرها بدعة انتخابية صنعت ليدخل عن طريقها الفشلة والمغمورون ومن يقدمون فروض الولاء والطاعة لما وجدت هذه الأحزاب طريقا لها إلى البرلمان وما وجد بعض المتلونين والكاذبين الذين فقدوا مصداقيتهم في الشارع مكانا على أرض الواقع
حيث كانت انتخابات مجلس الشيوخ بعيدة كل البعد عن رأي المواطنين التي لم تشارك فيها اعتراضا أو يأسا أو رفضا للواقع الذي نعيشه اعتقدا بأن الوضع سيتغير بعدها ليجدوا أن الوضع قد تغير فعلا ولكن للأسوأ وليس للأفضل كما كانوا يعتقدون أو يتوهمون المواطنين فقد عادت نفس الوجوه لتمارس ألعابها القديمة وحيلها المعروفة من سنوات مضت نفس الوجوه ونفس التصرفات الغبية المرفوضة والرافضة لأي وجه جديد أن يظهر على الساحة ليحصل على فرصته في ممارسة العمل السياسي والبرلماني بحق إنهم يصرون بشدة على أن تعود مصر إلى الخلف ويصرون على أن تكون الديمقراطية وهما وكذبا ويصرون على أن تكون أي انتخابات مجرد وسيلة ليصلوا بها إلى الكرسي فقط عن طريق المال السياسي اى كان حرام ام حلال بعد أن فشلوا في كل مجالسهم التي دخلوها وأفسدوها يصرون على اقتحام البرلمان ليفسدوه هو الآخر بتاريخهم الملوث
فعندما تتطلع الى المرشحين على القوائم الحزبيه او علي المناصب الفردية تري أنها مسرحية هزلية وترى العجب العجاب فان بعض الاشخاص ثبت تجربتهم لاكثر من دوره انتخابيه وقد ثبت فشلهم وابتعادهم عن القاعده الانتخابيه التي اوصلته لقبه البرلمان والعجب والعجاب ان تسمع من احد المرشحين لما سئل عن انجازاته قال ان اهم انجازاته انه كان عضوا في مجلس النواب سابقا هذا هو انجازاتهم انه سيصل الى مجلس النواب اما ماذا فعل وماذا عمل من خلال وجوده تحت القبه لدائرته الانتخابيه او غيرها من التشريعات لخدمه الغلابة والمسحوقين من ابناء الشعب فلا جواب فعليه العوض ومنه العوض لكل مرشح خارج نطاق المال السياسي
في انتخابات ستكون مسرحية هزيله وستكون ادنى من التوقعات وستثبت الايام ان قانون الانتخاب هذا لا يلبي حاجه الشعب المصري وأنه جاء لصالح أصحاب رأس المال وطبقات المال الساخن والنهبون لخيرات الوطن ولا عزاء للفقراء والمسحوقين والمطحيين عشان البلد
” ليس لها من دون الله كاشفة ” ومن الوطني إلى المتطلعين والحالمين بالكرسي إنكم تضيعون الوطن بمالكم الفاسد مصر ويضيع الوطن عليه العوض ومنه العوض

 

Share This Article
- Advertisement -